كلمة ترحيبية من رئيس الجامعة الأردنية

 كلمة ترحيبية من رئيس الجامعة الأردنية

  • الرئيسية -
  • كلمة ترحيبية من رئيس الجامعة الأردنية

 كلمة ترحيبية من رئيس الجامعة الأردنية

 


 
 
الجامعة الأردنية، الاسم والتاريخ والإنجاز والوجدان، وهي أيضا جامعة المستقبل وآمال الناس، وستبقى الجامعة تحمل رسالة الهاشميين الخالدة بأردن مزدهر ومتطور، ولتظلّ نبعا لا ينضب من أصحاب العلم والكفاءة، وراية أردنية وهاشمية عالية لا تنكسر.
 
إنّ ذلك يحتم على الجامعة أن تؤسس لشراكة حقيقية مع مؤسسات المجتمع الذي تخدمه، وتتحسّس من خلال هذه الشراكة حاجات الناس المتغيرة؛ وذلك من خلال التشاور والتعاون مع مؤسسات المجتمع المختلفة لتخرّج الجامعة للوطن جيلا قادرا على النهوض بمؤسساته والوصول ببلدنا إلى أفضل المراتب بين الأمم. مع التأكيد على أنّ هذا التشابك مع مؤسسات الوطن لن يمسّ استقلالية الجامعة وخصوصيتها والحفاظ على إرثها الزاهي.
 
إن الوقت قد حان لتوظف الجامعة الأردنية إمكاناتها لتحقيق رؤىً جديدة تتحقق من خلال تشاركية أخرى مع طلبة الجامعة وأعضاء الهيئة التدريسية فيها، وخلق تفاعل عابر للتخصصات ولكليات ومراكز الجامعة، آملين أن تستطيع الجامعة أيضا أن تؤمّن بيئة سليمة وناضجة للحوار بين الطلبة أنفسهم أفرادا ومجموعات؛ الأمر الذي من شأنه أن يفضي لترسيخ وتنمية قيم المحبة والعدالة والمساواة والابتعاد عن التناحر والشّقاق.
 
إنّ ما تملكه الجامعة من سمعة أكاديمية متميزة، وبعد إقليمي وعالمي متميز يحتم عليها إعادة النظر في برامج الجامعة التعليمية وإيجاد برامج أكثر تنوعا وفائدة وتاثيراً، تكون هذه البرامج ملبية لحاجات المجتمع والتّطور الذي يشهده العالم، وبما ينعكس إيجابا ليس على العملية التعليمية ومخرجاتها وحسب، بل يتخطّى ذلك للوصول بالبحث العلمي إلى مستوى تُسهم به الجامعة الأردنية بكتابة فصول جديدة تحتوي على إجابات علمية لمسائل مختلفة، ما زالت إجاباتها غامضة تحتاج البشرية الإجابة عنها.
  إنّ أهداف الجامعة يجب أن تعبّر عن اسم الجامعة الأردنية وأن تكون الرؤية والأهداف والرسالة واضحة، تتحقق عندما تكون جامعتنا قوية بوحدتنا، وقوية بثقة شركاء الجامعة، وقدرة الجامعة على تحقيق علاقة سليمة مع مؤسسات الوطن المختلفة؛ تجعل الجامعة  قادرة أن تقدم لمجتمعنا ما يحتاج إليه، في عصر من التغيرات الجيوسياسية والتكنولوجية المتسارعة وغير المسبوقة.
 
وتحقيقا لذلك فإنّ الجامعة الأردنية لديها الطموح في التوسع لتحقيق ما تمّ الحديث عنه من أن الجامعة لا بدّ أن تتطوّر، وأن تستجيب لمتطلبات المرحلة وإسئلة المجتمع، خاصة ونحن ما زلنا نعيش وباء فيروس كورونا، حيث أصبح واضحا وجليا لنا بأننا بحاجة لمواجهة تداعياته الحالية والمستقبلية، بتعزيز الاهتمام الأكاديمي والبحثي بالصحة العامة، والذي يمكن أن يتحقق من خلال إنشاء برامج تعليمية تعنى بالسكان، وكبار السن، والتّغيّر المناخي، والمياه والصحة النفسية للمجتمع، والبرامج التي تعنى بالأوبئة، مع ضرورة  توطين هذه البرامج في كلية جديدة تضم أساتذة وخبراء من مختلف كليات الجامعة.
 
كما وأن التغيرات والمستجدات المجتمعية أظهرت أن هناك ضرورة لأن يضطلع مستشفى الجامعة بالدور المأمول منه، وأن يقوم بمهمام ووظائف تركز على تخصصات تهتم بالعلاج الناجع للحالات الطارئة التي تستوجب التدخل السريع، كالكسور والجلطات القلبية والرئوية والدماغية الحادة، وأن يتم العناية أكثر ببنيته التحتية؛ ليحقق رسالته بتقديم خدمة صحية متميزة.
إنّ الجامعة مطالبة وبشكل فوري وبلا تباطؤ بتحقيق نتائج كبيرة وملموسة للجميع، معتمدة على الخطط المدروسة، بعيدا عن تلك النتائج المبعثرة، والتي لا تأخذ بعين الاعتبار حاجات الناس وحاجات الطلبة، وعندما تنجح الجامعة بتحقيق ما سبق فإن الطلبة من الأردن وخارجه سيجدون في الجامعة الأردنية المكان المناسب لهم لكسب المعرفة والمهارات التي يحتاجونها لتطورهم العلمي والعملي مستقبلا، في ضوء المتغيرات المتوقعة، ليصلوا بالنهاية لحياة أفضل لهم ولمجتمعاتهم.
 
إنّ علينا أن نصل بأعضاء هيئة التدريس قي الجامعة الأردنية لدرجة من الرضا يروا من خلالها جامعتهم المكان الذي يمكنهم من خلق فرص للتعاون والاكتشاف، والقدرة على التأثير داخل مجتمعاتهم وخارجها، وأن يجدوا الوقت والفرصة والبيئة المناسبة لخلق الحلول التي تعكس روحهم وطموحاتهم وطموح مجتمعاتهم.
 
كما أودّ التأكيد على أن تحقيق طموحاتنا لا يكتمل إلا بتمكين كوادرنا التعليمية والإدارية وتطويرها واشراكها في تحقيق الرؤى والأهداف.
 
ولا بد أيضا من سدّ كافة الثغرات المتعلقة بالبيئة التعليمية والبنية التحتية للجامعة لتتلاءم مع الطموحات والأهداف والرسالة النبيلة التي تتبناها الجامعة.
 
ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أن الجامعة الأردنية يجب عليها أن تركّز على منظومة القيم والمبادئ والتي يجب أن تتحلى فيها الكوادر التدريسية والإدارية، وأن ينعكس ذلك على نتاجات ومخرجات التعلّم في البرامج المختلفة، بما في ذلك المهنية والتطبيقية منها. وأن الجامعة تؤكد على أنها  معنية بترسيخ مبادئ النزاهة والشفافية والعدالة والمساواة وتقبل الآخر، بل والتأكيد على أن التنوع هو عامل القوة الأساس في الوصول إلى مجتمع أكثر قوة وازدهارا.
 
إنّ من التحديات الكبرى التي تواجه الجامعة هو التمويل المالي الضروري لتحقيق الطموحات التي ذكرتها سابقا؛ وهذا يستوجب العمل على تعزيز الاستثمار في مقدرات الجامعة، وكذلك العمل على تعزيز التشاركية مع المؤسسات الوطنية، وتشجيع ثقافة التبرّع لمشاريع محددة يُؤمِن المتبرع بضرورة وجودها، وأثرها الإيجابي علينا جامعة ومجتمع. كما علينا أيضا أن نعزز علاقاتنا مع مؤسسات المجتمع الدولي المعنية بتقديم الدعم والخبرة لباحثينا وبرامجنا الأكاديمية، مع تأكيدنا المستمر على استقلال قرارات الجامعة وانسجامها مع رسالة الإسلام العظيمة، وقيم المجتمع الفضلى، وإرثنا الحضاري الكبير.
 
وفي الوقت الذي تستعدّ فيه جامعتنا إلى العودة الآمنة للتدريس بكافة أشكاله الوجاهي والمدمج والتعليم عن بعد في بداية العام الجامعي المقبل، أودّ أن أطلب من أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة الأعزاء المزيد من التعاون والالتزام، وأن نبقى موحدين متكاتفين لتحقيق الهدف الأسمى الذي نسعى جميعا نحوه، وهو أن تحقق الجامعة العودة الآمنة للدراسة، وتحقق السلامة للجميع، وأن نبذل كلّ ما في وسعنا بأن نحمي أنفسنا وعائلاتنا ومجتمعنا؛ من خلال اتباع التعليمات الخاصة بهذه العودة الآمنة. وستبذل الجامعة ما بوسعها من أجل تأمين مستلزمات هذه العودة للتعليم بكافة أشكاله، ومنها الوجاهي والهجين، وما يتطلبه من بيئة تعليمية وتقنية مناسبة تؤدي لتعزيز مصلحة الجامعة وشركائها في المجتمع المحلي والعالمي.
 
ولا يسعني إلا أن أشكر أسرة الجامعة الأردنية على ما قدموه وما سيقدموه للجامعة متمنيا لهم ولأسرهم السلامة والسعادة والعافية، ولطلبتنا التوفيق والنجاح والفرح، ولأردننا الحبيب التقدم والقوة والسداد في ظلّ الراية الهاشمية الخفّاقة، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، وحمى الله الأردن أرضا وشعبا، وحمى قيادته المظفرة وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ودمتم بودّ ومحبة وتقدير.
 
                                                                                 رئيس الجامعة
الأستاذ الدكتور نذير عبيدات